أسطورة أدونيس

   و"لآدون" هذا، أسطورة فينيقيَّة خاصّة، هو ابن مُرَّة ابنة "سِنِيْرَاس" ملك "قبرص". وُلد في البلاد العربيّة حيث فرَّت أمّه هاربة من ظلم والدها، ثمّ عادت به شابًّا إلى "جبيل".

   وقد كان "آدون" مثال الجمال الكامل، جمال الخَلْق والخُلُق؛ سمعت به "عشْتَر" ربّة السّماء، وشغفت بحبّه، فنزلت من عليائها لتقيم وإيَّاه، وكان "أدونيس" مولعًا بالصَّيد، فخرج ذات يوم لغرضه المحبوب، بالرّغم من تضرّع حبيبته، وهي في وجل من ذلك، فناتر خنزيرًا برّيًا ورماه بسهمٍ من كنانته، فهَجم عليه الخنزير وأرداه قتيلًا.

   وقد كان الفينقيّون يبكون "أدونيس" ويُقِيمون له المناحات في الرّبيع كلّ عام، فصار العيد في إبّان الحضارة الإغريقيَّة عيدًا للحَمْد والجذل، وكيف لا يكون الجذل، و"آدونيس" قد عاد إلى الحياة! بُعِث حيًّا إكرامًا "لعشتر" ربَّة الخصب والجمال. وكانت تُمثَّل حاملةً المغزل أيضًا والصَّولجان على رأسها هالة من النّور، ممنطقة بنطاق ذهبيّ راكبة في عربة يجرّها أسدان.

                                 أمين الريحاني

                            قلب لبنان صفحة 288